الصياد آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خبر عاجل

العشق الحرام بين ترامب ونتنياهو

العشق الحرام بين ترامب ونتنياهو

 

 نبيه البرجي

آفيفا تشومسكي، المؤرخة اليهودية الأميركية سألت “لحساب من يعمل ذاك الغبي؟”. في آخر المطاف “لا بد أن يلقي به كما القهرمانة أو كما الذبابة في صندوق القمامة” لتصل إلى مصطلح لاتيني يعني تقريباً في العربية “العشق الحرام” بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو!.

لاحظت أنه عندما وصف بوب ودوورد وروبرت كوستا في كتابهما PERIL الرئيس الأميركي بالكائن البشري الذي تخرج من أذنيه النيران كانا يعنيان أن يحرق كل شيء حوله. عددت الأسماء الكبيرة التي تخلى عنها و”ألقى بها في الحفرة الأبدية” ابان ولايته الأولى، لتقول انه عندما أطلق شعاره Make America Great Again  أي “لنعد أميركا عظيمة” كان ينظر إلى الدول الأخرى مثلما ينظر السلطان إلى الجواري.

تشومسكي سألت أيضاً “كيف يمكن لرئيس حكومة في دولة يفترض أن تكون ديمقراطية أن يحمل على ظهره كل تلك الكمية من الجثث ؟”. إنه نتنياهو الذي ذهبت به نرجسيته حد الاعتقاد أن الرئيس الأميركي سيتوّجه ملكاً على الشرق الأوسط ليكتشف، وهو في الخطوة الأخيرة قبل الهاوية تتويجه ملكاً على جهنم .

لطالما كتب عن الرئيس الأميركي السابع والأربعين بأنه يثير الاضطراب حتى في دوران الكرة الأرضية. بطبيعة الحال الاضطراب داخل الادارة. وهذا ما تحدثت عنه كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز في حديث لمجلة “فانيتي فير”، لتقارن شخصية ترامب بـ”مدمن الكحول” مع أنه لا يقترب منها، مستندة إلى تجربتها مع والدها اسطورة كرة القدم في أميركا “بات سويرال” الذي تشكلت لديه قناعة راسخة بانه “لا يوجد شيء لا يستطيع فعله”، لتضيف انه “كان يتمتع بشخصية قوية وتعمل دون أي اعتبار للحدود أو للعوائق” .

هذه حال دونالد ترامب الذي اثار الهواجس لدى الجارة كندا ولدى الحليفة تركيا مروراً بـ”الأم العجوز” أوروبا التي يشعر قادتها أن ترامب يتعامل معهم مثلما يتعامل مع خدم المقاهي على أرصفة نيويورك. السيناتور اليزابت وارنر رأت أن الرجل يريد “أن يدخل التاريخ ولو من ثقب الابرة”. هذه مسالة معقدة جداً، اذ إن الكثيرين في هذه العالم ينظرون اليه “رجل المصالح لا رجل القيم”. حتماً لا يشبه ودرو ويلسون، الذي اراد صياغة رؤية فلسفية وأخلاقية للعلاقات بين الدول ولا فرنكلين روزفلت، الذي كان يعتقد أن أميركا لا تستطيع وحدها أن تقود تلك العربة المجنونة التي تدعى الكرة الأرضية!.

في نظر وارنر أن المسألة لم تعد في كيفية دخوله إلى التاريخ، بل في كيفية خروجه من البيت الأبيض، بعدما لوحظ النقاش الصاخب حول التداعيات الكارثية لسياسات التماهي مع اسرائيل والذي حدث خلال فعاليات المؤتمر السنوي لمنظمة “نقطة تحول أميركا» Turning Point USA  وهي المنظمة الناشطة في اطار شعار ترامب الـ MAGA وحيث صفق ترامب لوصف المذيع اليهودي في شبكة “فوكس نيوز” مارك ليفين له بـ”أول رئيس يهودي للولايات المتحدة!”. 

اذاً، لقاء غد بين طرفي “العشق الحرام” في منتجع مارالاغو في ميامي لا في البيت الأبيض، وحيث يكون التاريخ عادة هو الطرف الثالث، لنذكر أنه عندما سُئِلَ سايروس فانس وزير الخارجية في عهد جيمي كارتر، لماذا اختار هذا الأخير منتجع كمب ديفيد لعقد المفاوضات بين أنور السادات ومناحيم بيغن، أجاب “ربما لعدم وجود الأشباح هناك في الجدران لكي تخرج وتجثم على أكتاف المفاوضين”. 

المحادثات تتناول لبنان وسوريا وغزة. جدعون ليفي يعلق ساخراً “لعل رئيس حكومتنا يذهب إلى المنتجع وهو خائف من أن يدفعه الرئيس الأميركي للسقوط من أعلى مكان في الكرة الأرضية”. لكن ما لفت الأنظار قبل لقاء مارالاغو مقال مهم للباحث والأستاذ الجامعي أوري غولدبيرغ، الذي توقع “انهيار اسرائيل من الداخل”، اشار إلى “تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة يعمل تدريجياً على اخراج غزة من السيطرة الإسرائيلية، كما يمارس ضغوطاً على تل أبيب للتراجع عن مغامراتها التوسعية في كل من سوريا ولبنان .»

وقال “من الصعب على القادة الغربيين الاعتراف بأن اسرائيل غدت عاملاً للفوضى الاقليمية. لذا فان الاستراتيحية الأكثر سهولة تتمثل في سحب أدواتها تدريجياً وبهدوء وجعلها تتكيف مع الواقع الناشئ، دون ارغام قادتها على الاذعان العلني”. هل يمكن لترامب أن يلوح لنتنياهو بوقف تصدير السلاح اليه. بالتالي كسر حالة العشق الحرام بينهما؟.

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية